العاهل السعودي دعا إلى قمتين عريبة وخليجية نهاية مايو الجاري

ويقول نان إن العملية برمتها تشبه تخليق "قطع ضخمة من الإسفنج باستخدام الأعشاب الضارة".
ويضيف: "ما تعلمناه هو أنه لا يجب عليك أبدا التخلص من أعشاب ضارة، قبل أن نفهم الوظيفة التي كانت تؤديها. وجود الكثير منها يعني أن ثمة مشكلة تتعلق بخصوبة التربة. وإذا اقتلعتها سيتعين عليك أن تضع محلها نوعا آخر من النبات".
ومن هذا المنطلق، يمكن أن يتمثل الحل الأفضل في تقطيع تلك الأعشاب، ووضعها عبر مياه جدول، كذاك الموجود قرب معهد مالون.
وحسبما يقول نان، فإن هذا الأسلوب يجعل النباتات الأسترالية المستوطنة تنمو من جديد، وهو ما حدث بالفعل لبعضها التي بدأت في النمو على طول ذلك الجدول المائي.
ومن مواطن الجمال في الأعشاب الضارة أنها تعمل على امتصاص الكربون، إذ أنها تقوم باستخلاصه من الهواء وتخزنّه في صورة أخرى، ما يعني أنها قد تساعد على الحد من ظاهرة التغير المناخي.
وتقول كريستا أندرسون، باحثة في مجال المناخ من الولايات المتحدة، إن "بوسع الغابات والمحيطات والتربة بأنواعها المختلفة امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الهواء وتخزينه"، مشيرة إلى أن القدر الذي يمكن امتصاصه من هذا الغاز في أي نظام بيئي يعتمد على مكان وجود ثاني أكسيد الكربون فيه وكيف يتم التعامل معه.
وتوضح أن الغابات تتحلى بقدرة أكبر على تخزين الكربون، ما يجعل بمقدورها المساعدة على تقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات الدفيئة.
وتقول أندرسون إن هناك الكثير من أساليب الزراعة، التي يمكن أن تزيد من إمكانية تخزين قدر أكبر من الكربون، مضيفة أن هناك "حاجة لإزالة الكربون من الهواء، من خلال تحسين مسألة إدارة الغابات وحماية الأهوار والأراضي والأعشاب البحرية، وكذلك تحسين طرق الزراعة لدينا".
وفي الوقت الحاضر، يتساءل العلماء عما إذا كان بمقدور مشروعات صغيرة، مثل ذاك الموجود على طول جدول "مالون" المائي، أن تتحول إلى "بئر لامتصاص الكربون" من أجل إعادة الموائل الطبيعية إلى حالتها الأصلية، حال استخدام عدد كافٍ من المزارعين الموجودين فيها طريقة الزراعة بالتسلسل الطبيعي.
ومن المهم أن نضع هذه الحقائق في الحسبان، في ضوء أنه يجري إزالة الغالبية العظمى من أشجار الغابات في إطار أساليب الزراعة واسعة النطاق، ما يعني خسارتنا لـ "آبار امتصاص الكربون" هذه. ويبدو ذلك واضحا في ولايتي "كوينزلاند" و"نيوساوث ويلز" الأستراليتين، اللتين أصبحت مساحات شاسعة من الأراضي فيهما قاحلة جرداء، بفعل اقتلاع الأشجار الموجودة فيها، في إطار تبني طرق الزراعة واسعة النطاق.
لكن السؤال يدور حول ما إذا كانت مشروعات صغيرة مثل ذاك الذي تحدثنا عنه في السطور السابقة، ستكون كافية لإعادة الحياة إلى المزارع، بالنظر إلى المعدلات الهائلة لعمليات إزالة أشجار الغابات، وللتدهور الكبير الذي تشهده حالة التربة.
ويرى نان أن هناك أسبابا للتفاؤل، قائلا إن الأمر يحتاج إلى إرادة ليس إلا. ويقول: "ما نفخر به أننا نعطي الشباب أملا عبر الزراعة بطريقة التسلسل الطبيعي، وهو الأمل في أن يكون بمقدور المرء كسب قوت يومه من زراعة أرضه إذا أدار مواردها المائية والنباتية على نحو أفضل".
ويتفق بيتر أندروز مع هذا الرأي، بالرغم من قوله إنه يكره مصطلح "الزراعة بطريقة التسلسل الطبيعي"، مشيرا إلى أن هذا الاسم يزعجه، وأن الأمر لا يعدو مجرد ملاحظة أوضاع الأرض والتربة، وإعادتها إلى ما كانت عليه بأقصى ما لدى المرء من جهد، في ضوء أن لكل نبات موجود في الأرض غرضا ووظيفة.
وهكذا فبينما يتجادل قادة العالم حول التوقيت والكيفية التي يجب أن يتم من خلالها تقليص الانبعاثات الكربونية؛ تثبت مزرعة تتبع طرق الزراعة المستدامة في أستراليا، أن بوسع الأعشاب الضارة - التي لا تتسم بأي طابع تكنولوجي - المساعدة في امتصاص الكربون، وجعل الجداول المائية تفيض بالمياه من جديد. فرغم أنه ليس سوى حل يبدو صغيرا لكنه مهم لمعالجة مشكلة عالمية خطيرة.
بينما تواصل واشنطن وطهران دق طبول الحرب، جاءت دعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، لقادة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، إلى عقد قمتين طارئتين عربية وخليجية في مكة في الثلاثين من أيار/ مايو الجاري.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية، عن مسؤول بالخارجية قوله، إن القمتين المزمعتين ستبحثان "الاعتداءات الأخيرة على محطتي نفط بالسعودية والهجوم على سفن تجارية بالمياه الإقليمية الإماراتية وتداعياتها على المنطقة"، مشيرًا إلى "حرص سلمان بن عبد العزيز على التّشاور والتنسيق مع مجلس التعاون وجامعة الدول العربية في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة".
غير أنه ورغم الهدف المعلن للقمتين، اللتين دعا إليهما العاهل السعودي، فإن مراقبين يربطون بين الدعوة لهما، وطبول الحرب التي ماتزال تقرع في المنطقة، ومخاوف السعودية ودول الخليج من تداعياتها، وكذلك رغبتها في حشد تأييد عربي لأي ضربة أمريكية محتملة لإيران.
لكن هل تبدو الأجواء بالفعل مهيأة لنجاح المسعى السعودي بتشكيل جبهة عربية موحدة ضد إيران؟ سؤال يرى مراقبون أن الإجابة عليه، تعكسها بوضوح طبيعة التحالفات الإيرانية، القائمة بالفعل في المنطقة العربية، في وقت تبدو فيه طهران مسيطرة في العديد من عواصم دول المنطقة، وقد نسجت تحالفات قوية مع أطراف عدة في العراق وسوريا واليمن ولبنان.
وفي الوقت الذي جاء التأييد مباشرا، من دول حليفة بالفعل للمملكة العربية السعودية، مثل البحرين والإمارات، بدا موقف دول عربية أخرى غير واضح حتى الآن، من احتمالات المشاركة في قمة من هذا القبيل، أو تبني موقف السعودية ضد إيران، وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد أكد خلال استقباله السفير السعودي في القاهرة أسامة بن أحمد نقلى، تضامن مصر مع المملكة حكومة وشعبا، في التصدي لجميع المحاولات الساعية للنيل من أمن واستقرار السعودية وأمن الخليج.

Comments

Popular posts from this blog

Incendio di Villa Antona Traversi, l'erede della casata: "Ho perso tutto"/ FOTO

奖还是罚:中国垃圾分类的探索